
أمطار مارس تباشير رمضانية تنفض غُبار الجفاف
محمد منفلوطي – هبة بريس
أمطار مارس التي تزامنت وحلول شهر رمضان الكريم، هي تباشير رمضانية نفضت غبار الجفاف المتطاير والهواء الملوث، وزرعت بذور الرحمة والأمل، وأعادت للناس ذكرياتهم مع “رائحة التراب، والمشي على الوحل أو ما يطلق عليه ب”الغيس”، حتى أن قطرات المطر وهي تُحدث موسيقى ونغمات على بيوت القصدير، اُفتقدت لسنوات عجاف..
هي أمطار مارس التي جاءت محملة بتباشير عدة منها، انقاذ الناس من هول الإجهاد المائي وشبح العطش، كما ستغير وجه الأرض لتلبسها لباس الخضرة والألوان الزاهية، ويأمل العباد أن يدوم العطاء ونحن نعيش على نفحات شهر كريم فضيل، وهم يرجون القدير أن يستمر الغيث ليروي الحقول العطشى والأنهار الجافة والفرشة المائية التي أصبح ماؤها غورا، فمن يأتي العباد بماء مَعِين، سوى الرب المُعين.
إنها قدرة القدير المنان الحنان، كانت كافية لانعاش آمال الناس، بعد أن أخذت الأرض زخرفها من جديد، وامتلأت الأودية والأنهار وقمم الثلوج بدورها اكتست رداءها الأبيض الناصع، وبالتالي ذبت الحركة من جديد بلغة العامية والكسابة، ومنهم من فضل الاحتفاظ بما بقي من رؤوس مواشيه، ومنهم من تأسف على تسرعه في بيعها في زمن الجفاف وتأخر الأمطار.
أمطار مارس هذه التي جاءت في مرحلة مفصلية من شأنها أن تنعش ما تبقى من آمال الفلاحين خلال الموسم الحالي الذي عانى ولازال يعاني من قلة التساقطات، ويأمل العديد من الفلاحين أن تعود هذه الأمطار بالنفع على بعض الزراعات الربيعية، وبعض الخضروات كالبصل والجزر وكذا بعض الأشجار المثمرة، كما سيكون لها الأثر الإيجابي خاصة على الفرشة المائية، إذ ستساهم هذه المياه المتدفقة من السماء في تعزيز المخزون المائي في العديد من السدود التلية والأنهار، ناهيك عن تغذية المياه الجوفية التي تضررت خلال السنوات الماضية، خاصة بعد حالات الترقب والخوف التي كانت تهيمن على الساكنة والفلاحين.
يقول عبد السلام وهو فلاح ابن منطقة أولاد سعيد إقليم سطات: ” الحمد والشكر لله، فهو القائل في كتابه العزيز: ” وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد”، سبحانه الرحمن الرحيم صاحب الفضل والعطاء، فبعد أن استيأس الناس، هاهي السماء تجود بعطائها في شهر مارس بعد سنوات عجاف ونذرة مياه، وبعد أن ظن الناس أنهم باتوا قاب قوسين أو أدنى من شبح العطش، هاهي الوديان تجري بقدرة القدير سيولا ولله الحمد.. نتمنى أن يدوم هذا الخير ونحن في ضيافة شهر كريم..”.