القمة العربية.. مواجهة مقترحات ترامب وتحديات الوضع في غزة

هبة بريس- عبد اللطيف بركة

انطلقت اليوم الثلاثاء في القاهرة القمة العربية التي تأتي في سياق حساس للغاية، حيث يترقب القادة العرب بحث مشروع بديل لمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، هذا المقترح، الذي واجه رفضًا واسعًا من الدول العربية والفلسطينيين والكثير من المنظمات الدولية، ينص على سيطرة أميركية على القطاع الفلسطيني وطرد سكانه، مما يثير ردود فعل متباينة، خاصةً في ظل التصعيد المستمر في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

رفض واسع لمقترح ترامب

تم عرض خطة ترامب في فبراير الماضي، والتي تقترح السيطرة الأميركية على غزة بعد انتهاء القتال، ونقل سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة إلى مصر والأردن و رغم تأكيد ترامب أنها “خطة جيدة”، فإنها قوبلت برفض شديد من العديد من الأطراف، وفي مقدمتها مصر والأردن، اللتان رفضتا بشدة أي محاولة لتهجير سكان غزة.

وعلى الرغم من محاولات ترامب التخفيف من حدة التصريحات، فإن هذه الخطة لم تلقَ دعمًا عربيًا أو دوليًا، بل اعتبرها الكثيرون محاولة للتجاوز على حقوق الفلسطينيين.

من ناحية أخرى، أثار هذا المقترح ترحيبًا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي أيد خطة ترامب واعتبرها “فرصة لتغيير الوضع في غزة”.

نتانياهو أكد أن “الوقت حان لإعطاء سكان غزة المغادرة”، وهو تصريح يثير القلق بشأن الوضع الإنساني في القطاع المحاصر.

الدمار في غزة وأزمة إعادة الإعمار

تُسجل حرب غزة الحالية، التي اندلعت إثر هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في أكتوبر 2023، دمارًا هائلًا في القطاع. ووفقًا للأمم المتحدة، فإن تكلفة إعادة بناء غزة قد تتجاوز 53 مليار دولار، في وقت يعاني فيه القطاع من أزمة إنسانية شديدة. الأوضاع الحالية في غزة تتطلب جهدًا عربيًا ودوليًا لإيجاد حلول حقيقية للتخفيف من معاناة المدنيين.

التحركات العربية في القمة

تتزامن القمة العربية مع محاولات جادة لإيجاد حلول وسط حول قضية غزة، ويُنتظر من القادة العرب أن يناقشوا مشروعًا بديلاً يكون أكثر توافقًا مع المواقف العربية والفلسطينية. وقد أشار وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى أن “الخطة تم الانتهاء منها”، في إشارة إلى مشروع بديل يُنتظر أن يعرض على القادة في القمة للموافقة عليه.

الحديث عن إعادة بناء غزة هو نقطة محورية في المناقشات، حيث يسعى القادة العرب إلى صياغة خطة تعالج أبعاد الأزمة الإنسانية، إضافة إلى التركيز على ضرورة الوقف الكامل للقتال بين إسرائيل وحماس، وهو ما قد يشكل نقطة تلاقي بين مختلف الأطراف العربية والفلسطينية.

الاتفاقات والتهديدات في الساحة الدولية

على صعيد آخر، فإن اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في يناير 2023، والذي شهد تمديدًا بعد مشاورات أميركية، يعاني من هشاشة واضحة في ظل الخلافات المستمرة بين إسرائيل وحماس. تتهم حماس إسرائيل بمحاولة التملص من الالتزامات، في حين تصر على أن تبدأ المفاوضات للمرحلة الثانية التي تشمل انسحاب إسرائيل من غزة. هذه الخلافات قد تؤدي إلى تعقيد جهود السلام وزيادة حدة التوترات في المنطقة.

التوجهات المستقبلية: أين الوجهة؟

في خضم هذا الوضع المعقد، يظل التساؤل الرئيسي إلى أين تتجه المنطقة؟ ما تزال قضية غزة نقطة الخلاف الرئيسة، وتظهر القمة العربية اليوم كفرصة أخيرة لتحقيق توافق عربي فلسطيني في مواجهة المحاولات الدولية لإعادة ترتيب الأوضاع وفق مصالح محددة، تهميشًا للحقوق الفلسطينية.

إذا كانت القمة ستسهم في التوصل إلى خطة بديلة تستند إلى الحلول العربية، فإن التحديات الإنسانية والسياسية التي يواجهها القطاع تتطلب جهودًا ملموسة على الأرض، ومن غير الواضح بعد ما إذا كانت القرارات التي سيتم اتخاذها ستشكل بداية لمرحلة جديدة في حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، أم أنها ستكون مجرد تحركات تكتيكية في إطار الأزمة المتواصلة.

قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى