
اليابان.. سائق حافلة يضيع تقاعدا بقيمة 83 ألف يورو بسبب 6 يورو!
هبة بريس – عبد اللطيف بركة
في واقعة غريبة لها أبعاد قانونية واجتماعية، خسر سائق حافلة ياباني، عمل لمدة 29 عاماً في خدمة الركاب، تعويضه التقاعدي البالغ حوالي (83 ألف يورو) أي حوالي 83 مليون سنتيم، وذلك بسبب واقعة سرقة صغيرة لا تتجاوز قيمتها حوالي (6 يورو) 60 درهما مغربيا.
القصة بدأت في مدينة كيوتو اليابانية قبل سنتين، حينما كان السائق يؤدي عمله على متن حافلته، وخلال تلك الرحلة، صعدت مجموعة من خمسة ركاب إلى الحافلة، ودفعوا مبلغ 1150 ينًا كأجرة لتذاكرهم. لكن السائق، في تصرف غريب وغير مبرر، طلب منهم إيداع 150 ينًا في صندوق التبرعات، وبعدها اختلس ورقة نقدية من فئة 1000 ين (ما يعادل 6 يورو) دون أن يعلن عنها. وقد رصدت كاميرا المراقبة داخل الحافلة تلك الواقعة، ليتم كشفه سريعًا.
وفيما يتعلق بالعواقب، كانت الضربة الكبرى للسائق عندما قررت سلطات مدينة كيوتو طرده من عمله، ورفضت طلبه بالحصول على تعويضه التقاعدي الذي كان قد خدم من أجله طوال 29 عامًا.
السائق، الذي شعر بالظلم، قرر رفع دعوى ضد السلطات في البداية، تم إدانته بالاختلاس، إلا أن الحكم الصادر ضده تم إلغاؤه، بعدما أقرت المحكمة أن العقوبة كانت مبالغ فيها.
لكن القصة لم تنته هنا، في خطوة مفاجئة، أصدرت المحكمة العليا حكمًا نهائيًا لصالح مجلس المدينة، وأعادت فرض العقوبة الأساسية على السائق.
المحكمة اعتبرت أن تصرف السائق قد يقلل ثقة المواطنين في النظام الإداري لخدمات النقل العام، وأن هذا النوع من السلوك غير مقبول من موظف يعمل في خدمة المجتمع.
وبينما كان السائق يحاول إنكار الوقائع والتأكيد على أنه قد تعرض لظلم، كان الحكم القضائي يعكس القيم الصارمة التي يتبناها المجتمع الياباني في مواجهة الفساد، مهما كان حجمه.،ورغم أن الاختلاس كان بمبلغ ضئيل، إلا أن تداعياته كانت كبيرة على مستوى السمعة والثقة العامة.
وفي النهاية، يبدو أن القصة تطرح تساؤلات أكبر حول مفهوم العدالة في مجتمع يتسم بدقة القوانين وصرامتها، وتبرز أهمية الحفاظ على الشفافية والنزاهة في كافة مؤسسات الدولة، مهما كانت الوظيفة بسيطة أو كبيرة.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X