اليوم العالمي للمرأة.. ألف تحية لعاملات النظافة رغم الإكراهات والأجر الزهيد

محمد منفلوطي – هبة بريس

في زمن الاحتفال بعيدهن الذي يصادف الثامن من مارس، تظهر نماذج من النساء اللواتي يعشن على الشرف وبه وله، وبعرق الجبين، لكسب لقمة العيش رغم الاكراهات والأجر الزهيد..

الثامن من مارس، هو مناسبة للتذكير بالدور الطلائعي للمرأة المغربية في كافة المجالات ومساهمتها الفعالة في بناء المجتمع وصناعة الأجيال.

والعالم يحتفل بعيدهن الأممي، كان فرصة لتسليط الضوء على نموذج من نماذج شتى لشقائق الرجال في زمن المناصفة، سيدات خلقن الحدث وساهمن بشكل كبير في خلق التوازنات سواء داخل البيوت أو في مقرات العمل أو حتى في القطاعات الغير المهيكلة.

في عيدهن العالمي الذي يوافق الثامن من شهر مارس من كل سنة ميلادية، يحق لنا جميعا أن نقف وقفة احترام وتقدير للدور الريادي والجوهري الذي تلعبه المرأة في بقاع العالم والمغربية على وجه الخصوص وعلى كافة المستويات سياسية اقتصادية اجتماعية رياضية وغيرها، لنُحصي انجازاتها الرائعة ومساهماتها الفعالة في بناء أركان المجتمع والوقوف على المكاسب التي حققتها على امتداد عام كامل، وهي مناسبة للتذكير بتاريخها النضالي الذي انطلق مع أول خروج للآلاف من عاملات النسيج بشوارع نيويورك في 8 مارس 1908، وهن يحملن الخبز اليابس وباقات الورد، في إطار رمزي لحركتهن النسوية التي أخذت بعدا وطنيا ودوليا حينها تحققت مطالبهن.

نموذج اليوم، نسلط الضوء من خلاله على مهنة ” عاملات النظافة” سواء المشتغلات بالشوارع أو داخل المرافق العمومية أو الخاصة…هن شريفات عفيفات يجمعن مابين أمهات داخل البيوت، ومابين عاملات يقدمن خدمات جليلة…

عاملات النظافة اللواتي تكابدن وتصارعن مشاق الحياة بهدف البقاء على الوقوف بشموخ دون مد اليد للتوسل والتسول، تجدهن كل صباح يكنسن الشوارع والأزقة في موجة الحر والقر والبرد القارس والأمطار المنهمرة…

هنا بمدينة سطات على سبيل المثال، رصدت هبة بريس عن قرب اليوم السبت الذي يتزامن والاحتفلال بعيد المرأة، (رصدت) نماذج لسيدات وهن يكنسن وينظفن الأحياء والأزقة والشوارع والأمطار تهطل….

شأنها شأن العديد من بني جلدتها ممن تشتغلن في ميدان النظافة، سواء داخل المستشفى أو المصحات الخاصة، أو المرافق العمومية، لم تركن يوما للذل والهوان والتوسل عند الحاجة، بل استطاعن اثبات ذواتهن وتنقذن أنفسهن وأبنائهن من شبح الجوع والفقر وغلاء الأسعار وقلة ذات اليد…

هن شريفات عفيفات أعطين نموذجا في التضحية والعزة والثبات على الطريق الصحيح…

هن نموذج للمرأة المغربية التي لا تكل ولا تمل ولا تستسلم لليأس و الظلم، بل تجابهه بعنفوانها وأنفتها رافعة رأسها للأعالي في زمن ضاعت فيه القيم وغابت عنه مكارم الأخلاق وتطاولت فيه الرويبضات في البناء.

هن عاملات النظافة اللواتي تشتغلن في ظروف مزرية تتطلب انصافا من قبل الجهات المُشغلة، تحسينا لظروف اشتغالهن، ورفعا من أجورهن، وتمتيعن بكافة الحقوق المشروعة..



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى