
بعد مصادقته على تجريم الترحيل القسري.. نظام الكابرانات يسقط في شباك ازدواجية الخطاب
هبة بريس_ الرباط
يبدو أن نظام الكابرانات وجد نفسه اليوم في ورطة حقيقية وهو يتعهد بتنزيل مخرجات قمة الدورة العادية الثامنة والثلاثين لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، خاصة فيما يتعلق ” تجريم” الاسترقاق والترحيل والاستعمار، وتصنيفها كجرائم ضد الإنسانية وكجرائم إبادة جماعية ارتكبت في حق الشعوب الإفريقية.
نظام الكابرانات المتخصص في تهجير البشر قبل الشجر والحجر، لامحالة سيجد نفسه يعاكس نفسه بنفسه، وهو الذي رحّل واستعبد وقطع الأرحام من ذي قبل، حتى أن جثت الموتى لم تسلم من بطشه واحتجازه.
هاهو نظام الكابرانات اليوم يتشدق من خلال بيان صادر عن وزارة شؤون بلاده الخارجية، يُجرم الترحيل والإبادة الجماعية وهو الذي ضرب عرض الحائط مبادئ القانون الانساني حين احتجز جثث مغاربة في وقت سابق، وبعدها قام هذا النظام ” الهرم”، بترحيل المئات من اللاجئين السوريين، وتركهم يوجهون مصيرا مجهولا وسط الصحراء، منهم من مات عطشا، ومنهم من نالت منه أيادي البطش والاستعباد في خرق سافر للمادة 14 من إعلان حقوق الإنسان.
هاهو نظام الكابرانات ” صاحب الفرحة الكبرى”، يجد نفسه يعارض نفسه بنفسه وهو يخط بيان وزارته الخارجية الذي قال فيه بأن الجزائر التي عانت على مدى مائة واثنين وثلاثين عاما من تاريخها ويلات وأهوال استعمار استيطاني قل نظيره، لا يسعها إلا أن تُؤيد وتدعم هذا القرار الذي يُمثل خطوة هامة في مسار السعي نحو تحقيق الاعتراف والعدالة والتعويض عن الجرائم التي تعرضت لها الشعوب الإفريقية.
ازدواجية الخطاب والأفعال هاته التي طالما تغنى ويتغنى بها نظام الكابرانات، جعلت الناشط السياسي والحقوقي الجزائري وليد كبير يتفاعل بتدوينة محرجة لهذا النظام المتهالك مخاطبا إياه بأسلوب ساخر بالقول: ” أيا بسم الله طبقوا مخرجات القمة الافريقية”.
وذكّر وليد كبير نظام الكابرانات بأن الترحيل جريمة تم تصنيفها من قبل الاتحاد الأفريقي في مصاف الجرائم ضد الإنسانية ضمن مخرجات القمة الـ38 المنعقدة بأديس أبابا الاثيوبية.
مستعرضا ازدواجية الخطاب والأفعال التي ينهجها هذا النظام حين أعاد ذكريات سنة 1975 الأليمة التي ارتكب فيها النظام الجزائري جريمة الترحيل القسري من الجزائر في حق المغاربة وصادر ممتلكاتهم.
وتابع الناشط السياسي الجزائري قوله: ” بما أن الدولة الجزائرية أيدت وباركت هذه الخطوة الصادرة عن الاتحاد الأفريقي فهي ملزمة الآن بالعمل على جبر الضرر ماديا ومعنويا لضحايا تلك الجريمة البشعة”.
مضيفا بالقول : ” دون أن لا ننسى كذلك جرائم الترحيل التي ترتكب دوما ضد الأفارقة المهاجرين عبر نقلهم في شاحنات أقصى جنوب البلاد وتركهم لوحدهم بالحدود في ظروف صعبة للغاية”.