
رشيد الوالي عن واقعة “التْصَرْفيق”: “الدراما اليوم باتت تكرس فكرة أن المرأة دائما على حق”
هبة بريس_ الرباط
تفاعل الممثل المغربي رشيد الوالي مع واقعة ” التصرفيق” التي طالت قائد قيادة بأيدي نسوية، حيث كتب في تدوينة عريضة عنوها بعنوان : “من مظلومية إلى سلطة مطلقة: الوجه الآخر لانقلاب القيم”.
وقال رشيد الوالي إن موضوع امرأة تصفع رجل سلطة في الشارع، لم يكن مجرد حادث عابر، والدليل أن الآلاف من المتابعين احتجوا ولم يمرّوا عليه مرور الكرام.
ومأثار انتباه الفنان المغربي رشيد الوالي، هو أن هذا المشهد لم يعد غريبًا علينا، بل أصبحنا نراه أيضًا في المسلسلات الرمضانية، وفي كل الوطن العربي، في لقطات متكررة: المرأة تصفع الرجل بلا سياق مقنع، بلا مساءلة، وكأنها تحمل الحق المطلق.
وتساءل الوالي قائلا: هل لاحظتم؟ الدراما اليوم تكرّس فكرة أن المرأة دائمًا على حق، مهما فعلت، لأن القانون في صفها، ولأنها امرأة فقط. نحن لا نتحدث هنا عن إنصاف المرأة أو المطالبة بحقوقها المشروعة، فهذا حقها الطبيعي.
وأضاف قائلا: “لكن السؤال هو: هل انتقلنا من ظلم يُمارس ضد المرأة إلى تغوّل إعلامي وقانوني يمنحها حصانة غير عادلة؟”
وقدم الوالي خلال تفاعله مع الواقعة نماذج لمقارنة مستشهدا بوقائع مماثلة في السويد أو امريكا اللاتينية حيث قال: ” نفس هذا السيناريو رأيناه في السويد، حيث تحققت المساواة قانونيًا، لكن المجتمع دخل بعدها في أزمة هوية: ارتفاع نسب الاكتئاب والانتحار بين الرجال, فقدان المعنى لدور الرجل والمرأة معًا, تفكك في العلاقات العاطفية والاجتماعية.
وفي بعض دول أمريكا اللاتينية، تحول الدفاع عن المرأة إلى أداة سياسية، انتهت بمجتمعات متوترة، يغيب فيها التفاهم وتكثر الصراعات.
وتابع الوالي قائلا على حائطه الفايسبوكي: “المشكل ليس في إعطاء المرأة حقوقها، المشكل حين ننزلق من خطاب الحقوق إلى خطاب الامتيازات، ومن العدل إلى الهيمنة المقنّعة”.
وقال الوالي: “في المغرب اليوم، نرى أعمالاً درامية تُقصي صورة المرأة الرحيمة، الحنونة، المتزنة… وتقدم بدلاً عنها شخصية صارمة، غاضبة، لا تُساءل”.
ووقف الوالي متسائلا عن مآل هذه الأحداث المتسارعة قائلا:
إلى أين نسير؟ لا نطالب بالعودة للماضي، بل نطالب بإعادة الاعتدال: لا يمكن بناء مجتمع صحي إذا منحنا طرفًا واحدًا الحق المطلق على حساب الطرف الآخر. الكرامة والاحترام مسؤولية متبادلة، وليست امتيازًا لفئة دون أخرى.
إذا لم نوقف هذا الانزلاق اليوم، سنستفيق بعد سنوات على مجتمع مأزوم بين تطرفين: تطرف ذكوري قديم لم يُعالج، وتطرف نسوي جديد لا يقل خطرًا. يقول رشيد الوالي.
وختم الوالي تدوينته بتقديم وصفة بسيطة للحل، مختزلا ذلك في جملة واحدة حيث قائلا: الحل؟ هو اعلام يعيد تقديم المرأة والرجل ككائنين متوازنين، يُخطئان ويصيبان، بلا مظلومية مصطنعة ولا سلطة مطلقة.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X