رمضان والتراويح.. رِفْقاً بأئمة المساجد وارحموهم من التشويش

محمد منفلوطي_هبة بريس

ونحن جميعا نعيش على نفحات هذا الشهر الكريم، شهر الرحمة والغفران والعتق من النيران، شهر يكثر فيه الانفاق في سبيل الله، وفيه تصفد الشياطين وتغلق أبواب النيران وتفتح أبواب الجنان من قبل الواحد الديان خالق الأكوان..

شهر يُقبل فيه العبد على ربه تدينا، صوما وصلاة وقياما، شهر تمتلئ فيه المساجد بضيوف الرحمن، فيه يرفع الآذان وتُقام موائد الرحمن افطارا في سبيل الحي المنان،….

هو شهر رمضان، يشد فيه عباد الرحمن الخطى نحو المساجد لأداء صلاة التراويح في جو من الخشوع والطمأنينة وتوفير الأمن الروحي والتعبدي، فتمتلئ الساحات والباحات عن آخرها، كما يسارع العديد من المصلين إلى اختيار أبرز الأصوات لمقرئين وحفظة لكتاب الله، لأداء الصلاة خلفهم والسفر معهم في أجواء ربانية ملؤها الخشوع والتدبر في آياته.

هؤلاء الأئمة من حفظة كتاب الله، هؤلاء القيميين الدينيين، هم في المحصلة إخوتنا من بني جلدتنا، يجب علينا جميعا أن نقدم لهم يد العون والاحسان، وأن لا نساهم في ارباكهم والتشويش عليهم كما يغعل البعض ممن يقفون خلفهم في الصفوف أثناء الصلاة خاصة من بعض أصحاب الكراسي الثابتة…

فهؤلاء الأئمة، تجدهم طيلة يومهم يجهزون أنفسهم لأداء صلاة التراويح، وما أن يحل الفطور، حتى يأكلوا القليل اليسير حفاظا على خفتهم واستعدادهم لأداء الصلاة على أحسن وجه وأكمل حال…

لكن تجدهم وهم المحراب، يقاومون الضغط والوساوس، يركزون مع المتشابهات ويراعون أحوال الناس ممن خلفهم، من ضعفاء ومرضى وأصحاب حاجة.

ثم يأتي في الأخير، بعض المنتقذين ممن يبحثون عن الزلات والأخطاء وتتبع العورات، ليخلقوا البلبلة والتشويش عليهم وعلى المصلين…
فهذا لسان حاله يقول: مال هذا الإمام كيطول، وهذا يقول مالو كيقصر، وهذا يقول مال هذا الإمام كيخطأ بزاف، مالو كينسى….” فتجدهم يلمزون بالكلام عند أبواب المساجد..

لهؤلاء نقف ونقول: رفقا بأئمة التراويح…فهُم اخواننا والحمل عليهم ثقيل…

هي مظاهر من شأنها أن تؤثر على السير العادي داخل بيوت الرحمن وتربك أداء القيميين الدينيين الذين يجدون أنفسهم أمام وابل من الانتقاذات والنصائح الزائدة من قبل مصلين ورواد دائمين خاصة من أصحاب الصفوف الأولى، حيث يعمد البعض منهم على التمادي في انتقاذاته وهجومه الكلامي بطعم الغمز واللمز وجمع أكبر تحالف ضد إمام معين بداعي أنه أطال في القراءة، وعندما يستجيب لهم المسكين ( الإمام)، ترتفع أصوات أخرى مخالفة ” مال هذا الإمام مابقاش كيطول مالو وليقرا غير السور القصيرة…”، فيما ترتفع أصوات أخرى قائلة : “مالو نسى، مالو زاد ركعة، مالو زاد سجدة…” ضمن انتقاذات متواصلة تربك أحيانا حتى الإمام نفسه الذي يجد نفسه في موقف لايحسد عليه قد يشتت ذهنه أثناء تلاوته لكتاب الله أمام حشود المصلين…وإذا تكلم الإمام المسكين أو اشتكى، يتم تقديم شكوى في حقه او يتم ربط الاتصال الهاتفي ببعض مسؤوليه للنيل منه….

رجاء ارحموا هذه الفئة من حفظة كتاب الله…

هي مشاهد لمايشبه صراعات خفية بين بعض المصلين سامحهم الله، في مواجهة بعض القيميين الدينيين خصوصا خلال هذا الشهر الفضيل الذي من المفروض أن يكون شهرا للرحمة والمغفرة والتآلف والتراحم والتعاون، بدل تتبع العثرات والسقوط في الهفوات من بني جلدتهم، حيث نجد أشخاص سامحهم الله لا يكلفون أنفسهم حتى مسك ولجم ألسنتهم عن التشويش والانتقاذات الفارغة في أمور هي بعيدة عنهم ولا دخل لهم بها ولا يحق لهم حتى تقييم أداء الأئمة مادامت هناك جهات رسمية هي التي تُعنى بالقطاع الديني وهي الكفيلة بتقييم عمل القيميين الدينيين.

قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى