مالي تنتفض ضد استفزازات الجزائر.. مظاهرات دعماً للمرحلة الانتقالية (صور)

هبة بريس_ يوسف أقضاض

شهدت مالي اليوم السبت مظاهرات شعبية حاشدة وغير مسبوقة، انطلقت من العاصمة باماكو وامتدت إلى مختلف أنحاء البلاد، كما وصلت أصداؤها إلى الجالية المالية بمدينتي باريس ونيويورك.

حمل المتظاهرون شعارات موحّدة تعبر عن الغضب من ما وصفوه بـ”الاستفزازات الجزائرية”، وفي طليعتها حادثة إسقاط طائرة استطلاع تابعة للقوات المسلحة المالية داخل أجواء البلاد.

مالي تنتفض ضد استفزازات الجزائر

السلطات المالية وصفت الحادث بـ”العدوان المباشر”، معتبرةً أنه انتهاك خطير للسيادة الوطنية، ما فجر موجة غضب شعبي واسعة طالبت باعتذار رسمي من الجزائر ووقف ما سموه “ازدواجية المعايير” في تعاطي الجارة الشمالية مع الملف الأمني في المنطقة.

التظاهرات لم تقتصر على العاصمة، بل شملت مدنًا كبرى مثل غاو، تمبكتو، كيدال، سيغو، وكاي، إلى جانب نقاط حدودية حساسة مثل أغلهوك قرب الحدود الجزائرية.

تميز الحراك بتنوع المشاركين من أحزاب سياسية، منظمات مجتمع مدني، شباب ومواطنين من مختلف الفئات الاجتماعية، ما يعكس وحدة وطنية خلف القيادة الانتقالية للبلاد.

مالي تنتفض ضد استفزازات الجزائر
مالي تنتفض ضد استفزازات الجزائر

اللافت في هذه التعبئة السلمية أنها جاءت متزامنة مع تحركات مماثلة في الشتات المالي، حيث شهدت مدينتا نيويورك وباريس وقفات تضامنية رفعت فيها أعلام مالي ولافتات تدعو لوقف “الاستفزازات الخارجية” ودعم السيادة الوطنية.

وعلى الصعيد السياسي، صعّدت باماكو ردّها بإغلاق المجال الجوي أمام الطيران الجزائري واستدعاء سفيرها من الجزائر، في حين أبدت النيجر وبوركينا فاسو دعمهما الكامل لمالي عبر خطوات دبلوماسية مماثلة، ما يشير إلى تماسك واضح داخل تحالف دول الساحل.

كما أعادت هذه التطورات الجدل حول “اتفاق الجزائر للسلام 2015″، الذي تعتبره باماكو اليوم “اتفاقاً منتهي الصلاحية”، متهمة الجزائر بالانحياز وافتقاد الحياد في دور الوسيط.

ورغم الدعوات الدولية للتهدئة، يبدو أن الهوة بين مالي والجزائر تتسع يوماً بعد يوم، فيما يرفع الشعب المالي صوته: “لا تفاوض على السيادة، لا تساهل في حماية الأرض”.

مالي تنتفض ضد استفزازات الجزائر
مالي تنتفض ضد استفزازات الجزائر



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى