ممثل اليونيسف بالمغرب يؤكد على توفير تعليم ذي جودة في مرحلة الطفولة المبكرة بإفريقيا

هبة بريس – الرباط

شارك محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إلى جانب مارك فينسانت، ممثل منظمة اليونسيف بالمغرب، في أشغال افتتاح المؤتمر الدولي الثاني للتعاون جنوب-جنوب حول تنمية الطفولة المبكرة، الذي تنظمه الوزارة بشراكة مع منظمة اليونيسف بالمغرب، خلال الفترة الممتدة من 22 إلى 24 يناير 2025 بالرباط، حيث ستتمحور أشغال هذا المؤتمر حول موضوع “من أجل تعليم ذي جودة في مرحلة الطفولة المبكرة بإفريقيا”، وسيعرف مشاركة ممثلين عن وزارات التربية من مختلف الدول الإفريقية وخبراء في هذا المجال من إفريقيا وآسيا وأمريكا وأوروبا.

وفي كلمة له بالمناسبة، أكد الوزير على الأهمية التي توليها الوزارة للتعليم الأولي، حيث تعمل على تعميمه وفق معايير الجودة المطلوبة، مشيرا إلى أن الاستثمار في الطفولة المبكرة يعد استثمارا في مستقبل الأمم والقارة الإفريقية خاصة. كما أبرز المكانة المركزية التي يحتلها التعليم الأولي ضمن برامج تنزيل خارطة الإصلاح التربوي 2022-2026، باعتباره رافعة استراتيجية لتحسين جودة التعليم وضمان تمكن التلميذات والتلاميذ من التعلمات الأساس.

ومن جهته، أشار مارك فينسانت، ممثل اليونيسف بالمغرب إلى أن “التعاون جنوب-جنوب هو آلية فعالة، تدعم تطوير التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، ينبغي اعتمادها لتعزيز الالتزام والاستثمار في هذا المجال.

وإلى جانب كل من التمويل والحكامة، فإن القضايا المرتبطة بتتبع وتقييم جودة التعلم وآليات ضمان جودة تعليم الطفولة المبكرة والتدابير المتعلقة بالإنصاف، هي أيضا مجالات رئيسية يمكن تعزيزها ودعمها من خلال تعبئة جماعية وإجراءات منسقة ومخطط لها من قبل الدول”.

ويأتي هذا المؤتمر ليؤكد ما جاءت به الدراسات الاجتماعية والاقتصادية، التي خلصت إلى أن الطفولة المبكرة تلعب دورا محوريا في تحقيق التنمية المستدامة، وأن الاستثمار في هذه المرحلة هو أفضل وسيلة لكسر حلقة الفقر وتعزيز التنمية المستدامة من أجل مجتمعات منصفة ومزدهرة.

ومن هذا المنطلق، يعتبر الاستثمار في تنمية الطفولة المبكرة وتعزيز جودة تعليمها أداة قوية لتحقيق المساواة ووسيلة فعالة لتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

والجدير بالذكر أن القارة الإفريقية عرفت، خلال السنوات الأخيرة، دينامية للتعبئة والالتزام في مجال تطوير الطفولة المبكرة، فانطلاقا من أجندة 2063 “إفريقيا التي نريدها” ومرورا بالاستراتيجية القارية للتعليم في إفريقيا، تعد الطفولة المبكرة أولوية مركزية معترف بها من أجل إحداث التحول المنشود في القارة وضمان تنميتها المستدامة.

وفي هذا السياق، شهد المغرب سنة 2016 انعقاد المؤتمر الأول للتعاون جنوب-جنوب حول تنمية الطفولة المبكرة، الذي توج بإصدار “إعلان الرباط”، وهو التزام مشترك ساهم في تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية لدعم الطفولة المبكرة.

ورغم الجهود المبذولة، لا يزال تعميم التعليم الأولي الجيد والشامل في إفريقيا يواجه تحديات كبرى تتطلب مزيدا من التعبئة والالتزام والاستثمارات المعززة، فالمعطيات تشير إلى أن 27% فقط من الأطفال في إفريقيا يستفيدون من التعليم الأولي، بينما 9 من كل 10 أطفال لا يستطيعون قراءة نص بسيط في سن العاشرة.

ومن هذا المنظور، يهدف المؤتمر الدولي الثاني حول التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة إلى مناقشة عدة محاور رئيسية مرتبطة بالتخطيط والحكامة والتدبير والتمويل في مجال التعليم الأولي بإفريقيا من خلال تحليل خدماته وانعكاساتها على البيداغوجيا وتكوين وتأهيل الأطر العاملة في مجال الطفولة المبكرة.

قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى