
فوق كرسي متحرك.. “المرأة الحديدية” تغادر سجن العرجات
هبة بريس-عبد اللطيف بركة
غادرت حبيبة زيلي، المعروفة إعلاميًا بلقب “المرأة الحديدية”، أسوار سجن العرجات في الرباط صباح اليوم الخميس 27 فبراير الجاري، بعد قضائها خمس سنوات في السجن.
المرأة المسنّة (70 عامًا)، التي دخلت السجن وهي قادرة على المشي، تمّت متابعتها بتهم اختلاس أموال وخيانة الأمانة، حيث كانت تعمل لدى مسؤول في مجموعة اقتصادية. وُجهت إليها اتهامات بخصوص اختلاس أموال شركاء هذا المسؤول، الذين اكتشفوا ذلك من خلال “المرأة الحديدية”.
وعقب اكتشاف هذه الجرائم، رفع شركاؤه شكاوى ضدها، ولكن القضية لم تتحرك في المحاكم. بل إن النزاع بين الشركاء قد شهد تدخل بعض المسؤولين آنذاك من أجل تسويته، إلا أن “الاتفاق” الذي تم التوصل إليه اختفى بدوره، مما أدى إلى خسائر مالية كبيرة للمجموعة.
فيما بعد، ظهرت مجموعة جديدة تم تأسيسها بوثائق مزورة تتعلق بالشركات التابعة للمجموعة الأولى. ورغم تقديم مئات من الأدلة والوثائق الدامغة حول القضية إلى المسؤولين محليًا ومركزيًا، لم تتحرك السلطات، مما جعل القضية تتعقد في نظر الرأي العام الوطني وعائلة السجينة التي اعتبرت أن محاكمة والدتهم لم تكن “عادلة”.
وقد دخلت “المرأة الحديدية” في إضراب عن الطعام في سجن أيت ملول، حيث سجلت رقمًا قياسيًا وصل إلى 100 يوم احتجاجًا على هضم حقوقها. إلا أنه بعد تدخل بعض الجهات، تم رفع الإضراب، وتحركت قضيتها مجددًا بعد أن طالبت محكمة النقض بإحالة ملفها إلى محاكمة في الرباط بدلاً من أكادير.
وكتب ابنها البكر، عادل المزوق، رسالة مؤثرة بعد لقائه بوالدته على كرسي متحرك بعد خمس سنوات من السجن، مؤكدًا أن محاكمتها غير العادلة كانت مدفوعة من جهات فرضت وصايتها عليها. وأضاف أن والدته، رغم معانقتها للحرية، لم تحقق حقوقها وكرامتها بعد، مشيرًا إلى أنهم انتقلوا من “نضال أصغر إلى نضال أكبر”.
وبمناسبة مغادرة والدته أسوار سجن العرجات، توجه ابن “المرأة الحديدية” بالشكر العميق للمندوبية العامة لإدارة السجون، مديرًا وموظفين، على مهنيتهم العالية وحسهم الإنساني واحترامهم لحقوق الإنسان، وخاصة مدير مؤسسة العرجات 1 وجميع موظفيه، على مهنيتهم وإنسانيتهم وعلى “التماغربيت” الحقيقية التي تجري في دمائهم، رجالًا ونساءً.
وأضاف أنه لا يتحمل هؤلاء المسؤولين أي مسؤولية عن الحالة الصحية والنفسية لوالدته، مشيدًا بالجهود التي بذلوها في رعايتها.
كما تقدم بالشكر لكل من ساند العائلة ووقف بجانبهم بالكلمة والفعل والصوت والقلب، قائلاً: “والله لا يضيع أجر المحسنين.”.
وبمغادرة ” المرأة الحديدية” السجن، تكون القضية مقبلة على اي مستجدات قد تحملها الأشهر القادمة، اعتباراً ان عائلتها قد بعتث بالعشرات من الشكايات والتظلمات إلى جهات مركزية، من اجل تحريك المتابعات ضد من زجوا بوالدتهم في السجن لخمس سنوات خرجت منه بواسطة كرسي متحرك ” في مشهد يؤلم كل من تتبع قضيتها بالمحاكم او عبر خرجات إعلامية او عبر مواقع التواصل الاجتماعي.